كتب محمد فضل
تقدم بعض العاملين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمذكرة إلى رئاسة الجمهورية، تتضمن شكواهم ومخاوفهم من الاستغناء عنهم خلال الأيام المقبلة، عقب دخول مشروع الهيئة الوطنية للإعلام حيذ التنفيذ.
جاء على رأس الموقعين على المذكرة، خالد السبكى مدير عام بالقطاع الاقتصادى بالاتحاد، ومؤسس حركة «الإعلاميين الأحرار».
وحملت المذكرة عنوان «نداء إلى السيد رئيس الجمهورية المخلص عبدالفتاح السيسى»، وجاء فيها «نعلم أنكم تعملون ليل نهار لصالح الوطن والحفاظ على ترابه وأراضيه، وتتحمل كافة الأعباء وحتى اختلاف وجهات النظر لمعارضيك قبل مؤيديك، فأعانك الله على تحمل مسئولية وطن يئن من أوجاع ورثها ممن حكمه قبلكم، وترك لك ميراثا مليئا بالمشاكل ومعدومى الذمم والضمير، بل حملك فوق طاقتك بقطاعات وهيئات ووزارات حكومية متعثرة، كان يتعين عليها أن تساعدك إنتاجيا أو ماليا أو إداريا، منها إعلام الوطن التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
لكن سيدى الرئيس سأختص الأخير لشرح مشكلته، وسبب عثرته لمعاليكم، آملا أن يتطرق المفكرون الذين ينادون بخصخصته وهيكلته لتسريح العاملين البالغ عددهم الآن ٢٢ ألف موظف، فى ضوء الحصر الأخير للتنظيم والإدارة لعام ٢٠١٦ ضاربا لسيادتكم تجربة شركات الأدوية على سبيل المثال وليس الحصر، وما وصلت إليه أفكار المفكرين فى التطوير والمنافسة إلى خلق المشكلة التى تعانى منها الآن، راجعا بالتاريخ لعام ١٩٨٧ حيث كانت ٧ شركات أدوية منها ٥ شركات إنتاج، وشركتان توزيع كلها كانت قطاعا عاما، والـ ٥ شركات إنتاج كانت تنتج ٨٠٪ من احتياجات مصر من الدواء، وشركتا التوزيع كانتا تستورد الـ٢٠٪ الباقية».
وتابعت المذكرة: «نفس المشكلة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون تم وقف نشاطه الإنتاجى للدراما المتمثل فى قطاع الإنتاج، الذى أنتج أعظم الدراما المصرية فى تاريخ مصر، الذى كان يحصل على إيرادات من تسويقها وإعلانات تبث وقت عرضها تصل سنويا لمليار و٧٠٠ مليون جنيه، يستخدمها الاتحاد فى الصرف على نفقات تشغيله، ومحافظا على عادات وتقاليد وثقافة شعبه، بما يبث من محتوى إعلامى على شاشاته وعبر أثيره، ومحاولات تارة فى منع عرض مباريات الدورى العام على شاشاته حصريا، طمعا فى أكل كعكة الإعلانات من جهة الإعلام الخاص الذى يتسابق فى برامج التوك شو بعضها ينشر فضائح المجتمع المصرى ويعريه آملا فى جذب المشاهدين، ومعارضة لأجل الاختلاف ليس أكثر بدلا من بث روح الانتماء والحس الوطنى بالشفافية والصراحة، بدلا من التطبيل أو التضخيم فى بعض الأحداث المصيرية، وتارة أخرى فى تدخل الحكومة لمنع اتفاقيات وبروتوكولات إعلامية بينه وبين جهات إعلامية أخرى للتعاون فى ضوء لوائحه وقوانينه الخاصة، لجعله عاجزا عن تأدية دوره، وخلق العراقيل أمام إنتاجه لفرض الهيمنة لرجال الأعمال للتحكم فى السوق الإعلامية والإعلانية، بدلا من أن تقوم الدولة بتدريب أبنائه تدريبا حديثا، وتوفير معدات حديثة ومقدرات إنتاجه ليعود لنشاطه».
وقال السبكى ساخرًا: «فوجئنا بمفكرين يطالبون بتخصيص وهيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى بعد تقليص دوره وعدم تحديثه، رغم عرض أفكار تطويره من أبنائه، بما يملكون من خبرات ومقترحات مدروسة، قد تساهم فى تطوير وتحديث آليات العمل الإعلامى باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وسنجد من يتحكم مستقبلا فيما يبث على الشاشة من أطماع أصحاب قنوات إعلامية، تحرص على جلب أموال ضاربة بتقاليد وثقافة الشعب عرض الحائط بالإثارة والفتن وتعرية شعبه، واستغلال نفوذها ليس لمصلحة الوطن».
وانتهت المذكرة كالآتي: «كلى أمل فى أن تلقى رسالتى هذه اهتمامكم سيادة الرئيس، وألا نعيد تجربة تفاقمت مشاكلها، من أجل حفنة مفكرين عملت على خصخصة مؤسسات الوطن، ولم تدرك أن حلها ليس فى الخصخصة، بل فى تحديث وتطوير الأنظمة الموجودة، واستغلال الطاقة البشرية الشبابية وليس تسريحها، خاصة أنهم يملكون الإرادة والطموح والخبرة والتمسك بالأمل فى سيادتكم، ولكم منى كل التحية والتقدير والاحترام»